حدثت هذه الجريمة في شهر حزيران من عام 2006، عندما كان الفلسطينيون يقضون اوقاتهم الجميلة على شاطئ غزة. لكنه مكتوب على الفلسطينين بان تكون ايام حزنهم اكثر من ايام فرحهم. فقد كان البحر هائجا يومها، على عكس بقية الايام، والشمس حزينة متوارية، والطائرات الورقية متناثرة في السماء. وفي لحظات، تحولت البسمات الى صرخات، وحدث ذلك الانفجار.
فاصبح الشاطئ مليئا بالضحايا المتناثرة عليه، اما مشهد الجرحى فقد كان مرعبا.. وفي وسط هذا الخوف والرعب، كانت طفلة تجلس وتنطر بذهول، تحدق الى الذين يسحبون الضحايا عن الشاطئ، لتنطلق فجأة الى والدها المُلقى على الشاطئ، تصرخ وتبكي اباها، (يابا، يابا، يابا)، ولكن اباها لا يسمعها ولن يكلمها بعد اليوم.
(هدى غالية)، طفلة تبلغ من العمر اثنى عشر عاما، فقدت اباها واخاها بعدما اغتالتهم الطائرات الاسرائيلية على شاطئ غزة. وقد ردت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على هذه الجريمة البشعة بان الشاطئ كان مليئا بالقنابل المخبأة في الخيام واوعية الطبخ واسرّة الاطفال الرُضع.
وبالرغم من ان كل الدلائل تشير الى تحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الفاجعة، الا انه لم يمنع اسرائيل من ارتكاب جرائم فظيعة اخرى، فقد قتلت السلطات الاسرائيلية الطفل (محمد الدرة)، والتي اطلقت عليه وعلى أبيه وابلاً من الرصاص ليلقى “(محمد) حتفه على الفور.
(هدى) الان تبلغ من العمر احدى وعشرون عاما، وهي تدرس القانون في الجامعة، وقالت بانها سوف تحاكم دولة الاحتلال الاسرائيلي لقتل عائلتها بدم بارد على شاطئ غزة.
ستبقى هذه العائلات الفلسطينية شاهدة على جرائم الاحتلال الاسرائيلي، ورمزا للحزن والجرح الفلسطيني، الذي سياخذ وقتا طويلا حتى يتم الشفاء منه.