لقد اتصلوا بنا
قبل ان يلقوا علينا القنابل
رن جرس الهاتف
فاذا به شخص يعرف اسمي
اتصل بنا وقال بلغة عربية قوية
“معك ديفيد“
صوت قنابل الصوت وتحطم الزجاج من حولي
مازال يرن في راسي
صرت افكر( هل اعرف احدا بهذا الاسم؟)
لقد اتصلوا وقالوا….
اهربوا…..
قال لنا: معكم ثمان وخمسون ثانية بعدما انهي مكالمتي
بيتكم سكون البيت القادم
لقد ظنوا بانهم يتفضلون علينا بكلامهم هذا
فهذا لا يهم
فليس هناك مكان لنهرب اليه
الى اين نهرب، فكل الحدود مغلقة
وكل الاوراق لا يُعترف بها
وسيحكوا علينا بالاعدام
في هذا السجن البحري
بازقته الضيقة
هناك العديد من الارواح البشرية
اعداد كبيرة، اكثر من اي مكان اخر على وجه هذه الارض
فقط اهربوا….
نحن لا نريد قتلكم
فارواحكم لا تهمنا
ولا يمكنكم ان تتصلوا بنا
لتخبرونا ان المطلوبين ليسوا في بيوتكم
لن تستطيعوا الاتصال بنا لتخبرونا بانه لا احد هنا
فقط انتم واطفالكم
اطفالكم الذين يشجعون الارجنتين
ويتقاسمون رغيف الخبز لهذا الاسبوع
ويعدون الشموع في حال انطفأت الكهرباء
فلا يهمنا ايضا انه عندكم اطفال
فانتم تعيشون في المكان الخاطئ
وهذه فرصتكم الاخيرة لتهربوا
وليس لكم مكان اخر لتهربوا اليه
نعم لا يهمنا
فهذه الثمان وخمسون ثانية ليست كافية
حتى تبحثي عن البوم صور العرس
او تجدي غطاء ابنك المفضل
او تجدي طلب الجامعة التي ستقدمه ابنتك
ولا حتى ان تجدي حذائك
فليست كافية لتجمعي كل من في البيت
فلا يهمنا ما خططتم اليه
ولا يهمنا من انتم من البداية
اثبتوا انكم بشر
اثبتوا انكم لكم اقدام
واهربوا…….